التوحيد ـ قيمة حضارية

لا إله إلا الله.. كلمة ملك بها المسلمون العرب والعجم، ودانت لهم بها الشعوب والأمم، كلمة أعادت في لحظة من عمر الزمان رسم الخريطة البشرية على هذا الكوكب؛ فلم تعرف الدنيا على طول امتدادها وكثرة ما غشاها من نوازل تحولاً مفاجئاً؛ يزيل حضارات ويديل ممالك، ويقيم على أنقاضها بناءً حضارياً إنسانياً غاية في العظمة والشموخ كهذا التحول العبقريّ الفريد؛ الذي وقع بسحر “لا إله إلا الله”.

إنَّها بحق معجزة لا تقل روعة وجلالاً عن معجزة القرآن نفسه، كيف وقع هذا الانقلاب الكونيّ بهذه السرعة المذهلة وبهذا العمق المستغرق؟! وكيف جاء على يد فتية نبتوا في الصحراء، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء!! لكأنَّ هذه الكلمة سرُّ الحياة سرى في الموات؛ أو شعاع ثاقب من الأفق البعيد مزق شمل الظلمات! أو نبع ماء تفجر على حين غرة فإذا الأرض تهتز خضراً وتموج بالنبات.

الآن وقد رأينا وسمعنا وخبرنا التاريخ ندرك بعمق أبعاد صيحة النبيِّ صلى الله عليه وسلم في أول بعثته: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ تُفْلِحُوا”(1 ) “يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا، وتملكوا بها العرب، وتذل لكم بها العجم”(2 )، وندرك كيف كان يصبر عليها ويطوف بها على مجالس القوم، بل وفي أسواقهم، وندرك كذلك كيف كان حرص الجاهلية على الحيلولة دون وصولها لقلوب الناس شديداً.

لقد أدرك الناس – المؤمنون منهم والمعاندون – أنّ هذه الكلمة منهج حياة وطريق نجاة، وأدركوا كذلك أنَّها تعني تحرير الناس من كل العبوديات الزائفة، وأنَّها أوسع باب وأسلم طريق إلى الحرية الحقيقية، والحرية كما تعلمون هي العدو اللدود للطغاة المستبدين، وهي كذلك اللغة التي لا يفهمها الساقطون في غياهب العبودية للطغاة المستبدين، وإنَّ الحرية لهي الأساس الأول والأكبر لحضارة إنسانية راقية تصل الدنيا بالآخرة، وتحقق للناس السعادة في الآخرة والأولى.

إنَّ كلمة “لا إله إلا الله” تخط طريق الحرية الحقيقية، وتخط بذلك طريق الحضارة الكاملة الراشدة؛ لأنَّها – عملياً – تحطم أكبر معوقات التقدم الإنسانيّ، وهو الطاغوت، الذي تجاوز حدَّه بالظلم والقهر والاستبداد والتأله؛ فطغى بهذا التجاوز على حق الإنسان في كل شيء من مقومات الإنسانية؛ لذلك كان أعظم تفسير لكلمة “لا إله إلا الله” في موضعين من كتاب الله، يعلنان الرفض لكل ما يقيد الإنسان، الأول في سورة البقرة: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا) [البقرة:256] والعروة الوثقى هي الحبل الوثيق المحكم المأمون(3 )، والمقصود بها كما روي عن بعض السلف هو كلمة ” لا إله إلا الله”(4 )والموضع الثاني في سورة الزخرف (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ، إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ، وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الزخرف 26-28) والكلمة الباقية هي كما روي عن بعض السلف “لا إله إلا الله”.

فالحرية التي هي أساس الحضارة الإنسانية وأصل الرقيّ الإنسانيّ ركنها الأول الكفر بالطاغوت والبراءة من الآلهة المزيفة، وركنها الثاني هو العبودية والتسليم لله وحده، أي: “لا إله إلا الله” وبغير العبودية لله لا يكون الإنسان حراً ولو توهم أنَّه حرٌ؛ لأنَّه إنما خلق ليكون عبداً لله، وبعبوديته لله وحده يتحرر، وبغير ذلك يقع من حيث يدري أو لا يدري في العبودية لغير الله، وهنا تكون التعاسة؛ لذلك قالها بتلقائية واحد من الجنود العاديين (ربعي بن عامر): ” (الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها- ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام) (5 )

من هنا ندرك القيمة الحضارية العالية لهذه الكلمة العظيمة، ويزيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إدراكاً لها في هذا الخبر الرائع الذي يضع بين أعيننا صورتين متقابلتين، الأولى لذلك الذي استولت عليه عبادة الدنيا؛ فسقط في جبّ العبودية لها؛ فعجز عن دفع أضعف الأضرار عن نفسه؛ فهو من ثمَّ أعجز عن دفع ظلم الظالمين واستبداد المجرمين، والآخر قد امتطى صهوة جواده حرا طليقا من كل العبوديات بما فيها عبادة الأنا والذات؛ فهو لا يبالي – ما دام على الحقِّ – أهو في المقدمة المنظورة أم في المؤخرة المغمورة، فقال عليه الصلاة والسلام: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ، طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَشْعَثَ رَأْسُهُ، مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ، إِنْ كَانَ فِي الحِرَاسَةِ، كَانَ فِي الحِرَاسَةِ، وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ، إِنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ»( 6)

ومن الحرية إلى الانطلاق المتزن، وليس بالانطلاق وحده تصل الإنسانية إلى ما تريد من الكرامة، لا؛ حتى يوصف الانطلاق بالتوازن والاتزان، وحتى تعرف البشرية في اندفاعها نحو التقدم غايتها وتبصر طريقها، ولقد انطلقت الحضارة المعاصرة انطلاقة هائلة في كل ما يتعلق بالمادة البليدة، بينما فيما يتعلق بالإنسانية تخبطت وتعثرت؛ فكانت النتائج مروعة ولا زالت، أمَّا الحضارة الإسلامية فقامت – برغم ما أصابها من عثرات – على أساس الاتزان والتوازن والانسجام والتلاحم بين الأمور المادية والأمور الأخلاقية، وبين الوسائل والغايات، وبين ما يجب للفرد وما يجب للجماعة؛ وذلك بفضل التوحيد الذي يجمع شمل الإنسان، ولا يجعله يتفرق مع الأهواء؛ فيتناقض في المنطلق والأداء.

لقد طلبت أوربا الحرية والديمقراطية، وطلبت معهما الثروات لبناء حضارتها؛ فاستعمرت بلاداً لا حق لها فيها، وأسامت الخلق سوء العذاب من أجل الغزو الفكري وابتزاز الثروات، واتخذت العلمانية منهج حياة لها، واتخذت معها الصليبية لمواجهة من يعارضها أو يقف في سبيل أطماعها، وهكذا في كل شيء؛ فبدت متناقضة تناقضاً فاحشاً ألقى بظلاله الكئيبة على البشرية المعذبة في أرض الله كلها.

والفرق في شيء واحد هو التوحيد الذي نعمت به الحضارة الإسلامية وشقيت بدونه الحضارة المعاصرة، ولكي تتصور أثر التوحيد في تحقيق التوازن في انطلاقة البشرية قارن بين رجلين يسيران في طريق أحدهما يمضي قدماً والآخر تبعثرت في الطريق خطاه، فجعل يميل يمنة ويسرة، ويقدم رجلا ويؤخر أخرى، فأمَّا الأول فهو الذي خلص لغايته وأمَّا الآخر فهو الذي تناوشته غايات شتى وتنازعته أغراض متفرقة، ومن هنا كان تصوير القرآن للحالين غاية في الدقة والروعة، قال تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) (الزمر 29) فمثل العبد الممزق الذي فيه شركاء متشاكسون “مَثَلُ المشرك الذي يعبد آلهة شتى”(7 )

إنَّ التوحيد يجمع شمل الإنسان ويوحد وجهته، وينسق بين غاياته وأهدافه، ويؤلف بين حاجات الفرد والمجتمع، ويوفق بين حركة الأمة داخليا وخارجياً، لأنَّه ينفض الهوى، والهوى ليس واحداً وإنَّما أهواء وأهواء، والأهواء ليست متآلفة وإنَّما متقاطعة ومتنازعة؛ ومن هنا قيل: ما عُبِدَ أله أبغض عند الله من الهوى، فكان تشنيع القرآن على متبع الهوى أشد أنواع التشنيع، مثل قول الله تعالى: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) (الجاثية 23)

كما يتبدى أثر التوحيد في أمر غاية في الخطورة، له أثره في حفظ الإنسانية من التخبط والارتباك، وصيانتها من السفول والانحطاط، وحمايتها من تسلط المنتفعين الجشعين عليها وركوبهم على ظهرها، وهو توحيد مصدر التشريع، وجعل السيادة لله وحده بلا شريك، فليس خافيا ما تمارسه الرأسمالية التي تمول الأحزاب والإعلام وتصنع بهذا التمويل وبما تمارسه من ضغوط ما تشاء من التشريعات التي تخدم مصالحها ولو على حساب إنسانية الإنسان وعبوديته للرحمن، وكل هذا باسم الديمقراطية.

من هنا كان توحيد الحاكمية ضرورة إنسانية وحضارية إلى جانب كونه ضرورة شرعية ودينية، وهذا ما يقرره القرآن في كثير من آياته، منها هذه الآية البالغة الدلالة على ما نحن بصدده: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (الشورى 21) “أَيْ هُمْ لَا يَتَّبِعُونَ مَا شَرَعَ اللَّهُ لَكَ مِنَ الدِّينِ الْقَوِيمِ بَلْ يَتَّبِعُونَ مَا شَرَعَ لَهُمْ شَيَاطِينُهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ”( 8)

ولأنَّ التوحيد وحَّد غاية الإنسان ووجهته رأينا أثره الصالح بارزاً على كل أنشطة الحياة، فالنظام السياسيّ لا يقوم على المغالبة والمنازعة وتهارش الأحزاب، وإنَّما يقوم على المسئولية الجماعية؛ فالإمامة فرض كفاية، والانتخاب قبل أن يكون حقاً هو وظيفة شرعية، وعلاقة الحاكم بالمحكوم تقوم على التكامل في الحقوق والواجبات والقيام بالمسئوليات، وهذا التكامل في العلاقة بين الراعي والرعية هو نتيجة طبيعة لاستقامتهما على منهج الله عز وجل، كما أن التنافر في العلاقة بينهما نتيجة طبيعية لانحرافهما عن منهج الله عز وجل، يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: « خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ »(9 )، فهذا التكامل ناتج عن وحدة الغاية والوجهة؛ وذلك أحد آثار التوحيد في المجتمع المسلم.

أمَّا النشاط الاقتصاديِّ فهو منبثق من عقيدة التوحيد انبثاقاً ذاتياً مذهلاً، فملكية الإنسان لماله ملكية استخلاف (آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ) (الحديد 7)، والمالك الحقيقيّ له واحد لا شريك له؛ وعليه فإنَّ تصرف الإنسان فيه على وفق شريعة واحدة غير مضطربة؛ فالمال لا يتأرجح متردداً بين يد الجماعة وقبضة الفرد، والمالك لا يتقلب متهافتا بين الإطلاق والتقييد، والمجتمع لا يعيش دهره كرة يتقاذفها اللاعبون في مباريات الرأسمالية الليبرالية مع الاشتراكية الشيوعية، وإنما المالك الواحد جل شأنه استخلف الإنسان؛ فوهب الفرد ومَلَّكَه ووهب المجتمع ومَلَّكَه، ووضع دستوراً ينظم التصرف في الملكية الخاصة والملكية العامة وينسق بينهما؛ بما يحقق العدالة الاجتماعية مع فتح الأفق للتنافس الذي يحقق حكمة الله تعالى في اختلاف الأرزاق والأقدار، وكل هذا مصدره التوحيد.

وفي منهج التفكير والنظر يوجد فرق كبير وجوهري ومؤثر؛ جعل بين الحضارتين الإسلامية والمعاصرة كما بين الضياء والظلماء، هذا الفرق يتمثل في المنطلق، فالحداثة التي بنيت عليها الحضارة المعاصرة قامت على أساس الصراع والمغالبة بين الإله – أو الآلهة – وبين الإنسان، والإنسان يكتشف ويبتكر ويغالب الطبيعة في سياق الصراع مع الإله، فكلما حقق نصراً وأحرز فوزاً اعتبر أنَّ هذا النصر والفوز في رصيد الإنسانية ومحققا لسيادة الإنسان على الكون والحياة؛ ومن ثمَّ فهو يبتعد في إنتاجه عن كل ما يحقق السعادة الحقيقية للإنسان، وقبل ذلك عن كل ما خلق الإنسان له من وظائف ومهام على رأسها عبادة الله وعمارة الأرض بمنهج الله، ولعل منشأ هذا الصراع هو ما عانته أوربا من الكنيسة، وهذا في الحقيقة لا علاقة له بالحق الذي أنزله الله على عيسى عليه السلام، ولا علاقة له كذلك بالدين الحق الذي كان من المفترض أن تدين به أوربا لولا توقف المدّ الإسلاميّ.

أمَّا منهج النظر ومناهج التفكير والتعلم في الحضارة الإسلامية فهي قائمة على مبدأ الخلافة، فالإنسان خليفة الله في الأرض، يقيم فيها منهجه، ويضرب في أكنافها ويسير في فجاجها باحثا ومنقباً عن الأسرار التي أودعها الله تعالى في كونه؛ ليستعين بذلك على أداء الوظيفة التي ناطها الله به، وهي عمارة الأرض وفق منهج الله عزَّ وجل، ومن هنا كانت العلوم والأبحاث – لاسيما ما يتعلق منها بالإنسان – محققة بدرجة كبيرة إنسانية الإنسان وملبِّيَةً لفطرته. إنَّه التوحيد الذي يعطي الإنسان قيمة ويمنحه كرامة ويجعله لائقاً بأن يكون عبدا لله. (10 ).

————-
الهامش
(1) مسند أحمد (16603) سنن الدارقطني (2976) سنن البيهقي الكبرى (358) المستدرك للحاكم (4219)

(2) زاد المعاد في هدي خير العباد – ابن القيم – مؤسسسة الرسالة بيروت ط 27 سنة 1994م 3/39

(3) الكشاف للزمخشري – دار الكتاب العربي – بيروت – ط 1407ه 1/304

(4) نفسير الطبري – مؤسسة الرسالة – ط أولى 2000م 5/421

(5) البداية والنهاية – ابن كثير – ط دار إحياء التراث العربي – 1988م 7/46

(6) رواه البخاري (2886)

(7) الوجيز في تفسير الكتاب العزيز – الواحدي – دار القلم – ط 1415ه صـــ 933

(8) تفسير ابن كثير – دار الكتب العلمية بيروت – ط 1419ه – 6/182

( 9 ) رواه مسلم ك الإمارة باب خيار الإمة وشرارهم يرقم”3453″(ج5ص2428)