الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد ..
لكل سورة في كتاب الله تعالى موضوع واحد، جامع لما تفرق فيها من موضوعات، حتى السور الطوال كالبقرة والنساء والمائدة، لكل سورة منها موضوع تدور في فلكه كل موضوعات السورة على تنوعها واختلافها، فما هو موضوع سورة المائدة الذي منه انبثقت موضوعاتها العديدة والمتشعبة؟
لا بد أولاً أن نستصحب الظروف والملابسات التاريخية التي نزلت فيها هذه السورة، فهي من السور المدنية باتفاق، وقد بدأ نزولها في العام السادس من الهجرة وظلت مفتوحة حتى نزل منها في حجة الوداع قول الله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) (المائدة 3)، والعام السادس من الهجرة عام استقرار نسبيّ؛ حيث رد الله الأحزاب بغيظهم لم ينالوا خيراً، وكفى الله المؤمنين القتال، وأطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك التصريح السياسي العسكري المشخص للواقع: (الآن نغزوهم ولا يغزوننا)، وحيث انتهى إلى حد بعيد خطر اليهود داخل المدينة بسقوط بني قريظة آخر معاقلهم داخل المدينة، ولم يتبقَ منهم إلا خيبر وهي خارج المدينة.
فالظرف إذاً ملائم للالتفات إلى المجتمع المسلم من داخله؛ واستكمال بنائه وتمتينه وشدّ أركانه، وقد كان المجتمع المسلم قوياً بالدعوة وبوجود رسول الله صلى الله عليه وسلم وباستمرار نزول الوحي، لكنه كان مجتمعاً جديداً وسط محيط من العداوات، وكان سريع النمو تنضاف إليه كل يوم شرائح جديدة تغير باستمرار من طبيعته وصورته؛ الأمر الذي يستدعي تكرار عملية إعادة البناء، وتدارك ما يحدث من خلل؛ لكونه المجتمع الذي سيظل على مدى التاريخ النموذج الذي يحتذى.
والسورة الكريمة إن تأملتها وتفحصت موضوعاتها تبين لك أنّها معنية بهوية المجتمع المسلم وصبغته؛ إذْ من الضروريّ أن يبقى المجتمع المسلم – رغم انفتاحه وتفاعله مع الآخرين – مميزاً بهويته الإسلامية وصبغته الربانية، صحيح أنّ الهوية كانت ظاهرة وأنّ الصيغة كانت بارزة وأنّ المجتمع المسلم كان مميزاً عن الجاهلية وعن سائر المجتمعات بهويته الإسلامية وصبغته الربانية، لكن بقيت بعض الزوايا في الصورة العامة تحتاج إلى وضوح وبروز، وبقيت بعد الخطوط في الخريطة المجتمعية والثقافية والفكرية والنفسية تحتاج إلى مرور القلم عليه لتزداد بروزاً ووضوحاً وتحديداً، وإلى جانب ذلك بعض التداخل في الأفكار بسبب البيئة التي تعددت فيها هويات رعايا الدولة الإسلامية الشابة.
الآن ستبدأ الانطلاقة الكبرى للأمة الإسلامية، اليوم تضع الأمة قدمها على أول درجة في سلم العالمية، عالمية الرسالة والدعوة والتمكين؛ فلا بد من الاطمئنان على سلامة القاعدة ومتانة البناء، ومن هنا جاءت الحاجة للتأكيد على صبغة المجتمع وهويته، ولا سيما مع كثرة المؤثرات المحيطة، فاليهود رغم جلاء معظمهم لا يزال أثرهم باقياً، والنصارى رغم قلة التماس حتى ذاك الوقت إلا أنّ دينهم له شهرة وذيوع لكونه دين الامبراطورية العظمى، إلى جانب موروثات الجاهلية العربية من حولهم.
ومن اللافت للنظر أنّ السورة تبدأ بهذا النداء المميز (يا أيها الذين آمنوا) ولم يبدأ بهذا النداء في القرآن إلا سورة المائدة وسورة الحجرات، وكلتاهما تركز على صبغ المجتمع المسلم بالصبغة الإسلامية الخاصة، غير أنّ ريشة الحجرات أكثر دقة، وريشة المائدة أوسع تغطية، فالحجرات تضع اللمسات الأخيرة بالتأكيد على أخلاقيات سامية ونبذ ما يضادها مما لا يليق بالمسلمين، بينما المائدة تضع الألوان الرئيسية للصورة العامة للمجتمع المسلم، وتؤكد على الخطوط الكبيرة الفاصلة.
ولنبدأ بما بدأت به السورة الكريمة، فَلِأَنَّ الثقافات التي أحاطت بالمجتمع المسلم وتماست معه بشدة لا تعطي عناية كبيرة بالعهود والعقود والمواثيق؛ مما ترتب عليه النسيان والتبديل والعدوان والبغي، وبما أنَّ أصحاب الديانات الأقرب من الإسلام زماناً والأكثر خطراً عليه كانوا على هذا النحو الذي صورته سورة المائدة:
(وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12) فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14)) (المائدة 12-14)
(لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ) (المائدة 70)؛ ما دام الوضع على هذا النحو الخطير فلابد من هذه البداية الباهرة للسورة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ) (المائدة 1).
إنّ الوفاء بالعهود والعقود كافّة صبغة للمسلمين على مستوى الفرد والمجتمع والدولة، وما أكثر الآيات التي جاءت صارمة وحاسمة بصورة قطعت على المسلمين كل سبيل إلى التأويل، فإذا كانت آية المائدة موجزة مما يشعر بالقطع والحزم، فإن آيات أخرى في مواضع أخرى من كتاب الله أسهبت بما لا يدع لأحد فرصة للفرار من المعنى المطبق المحيطـ كقوله تعالى:
(وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذا عاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91) وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92) وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَلَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (93) وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (94) وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً إِنَّما عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (95) مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللَّهِ باقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كانُوا يَعْمَلُونَ (96)) (النحل 91-96).
والمجتمع المسلم متميز غاية التميز في مآكله ومشاربه وسمته وطهارته وعاداته وتقاليده، فالطهارة ركيزة من ركائزه وشعيرة من شعائره: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا ..) الآية (المائدة 6)، ولا يسوغ للمجتمع المسلم أن يستوي مع غيره في شيوع القمار والميسر والخمر ومظاهر الجاهلية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة 9)
كما لا يسوغ أن يقع خلط في المآكل تجعل المجتمع المسلم قريب الشبه من المجتمعات الجاهلية: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَما أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المائدة 3).
والصبغة الأبرز للأمة الإسلامية وللمجتمع هي سيادة الشريعة وحاكمية الكتاب والسنة، لذلك بسطت السورة الكريمة في بيان هذه الركيزة بما لم تبسطه في موضع آخر، فلا بد من بيان أنّه: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ) (المائدة 44) (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (المائدة 45) (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) (المائدة 47) (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ عَمَّا جاءَكَ مِنَ الْحَقِّ) (المائدة 48) (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ) (المائدة 49) (أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (المائدة 50).
ولكي تبقة هوية المجتمع المسلم وصبغته واضحة ومميزة فلابد من مواجهة المخاطر التي تهددها، أول هذا المخاطر هو تذبذب الولاء والبراء، فإنّ ضعف الولاء للمسلمين مع موالاة الكافرين يعد الجسر الذي تعبر عليه كل الملوثات التي تغير من طبيعة المجتمع المسلم وتطمس هويته، لذلك ركزت السورة تركيزا شديداً على هذه القضية، فكانت الأحكام الواضحة الحاسمة: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ) (المائدة 51) (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) (المائدة 55) (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِياءَ) (المائدة 57).
أمّا الخطر الأكبر على هوية المجتمع المسلم وصبغة الأمة العامة فهو التشوش الفكري تجاه أهل الملل والنحل التي لها مساس بالمسلمين أو الذين يخالطون المسلمين، فما لم يعلم المسلمون الفرق بين عقيدتهم وعقيدة هؤلاء الذين يخالطونهم، وما لم يعلموا قبح هذه العقائد ومنافاتها للإسلام؛ فإنّهم حتماً سيقعون في الخلط والتساهل الذي يشوه الصبغة الإسلامية ويطمس الهوية، ومن هنا أسهبت السورة في التشنيع على أهل الكتاب في عقائدهم وأفعالهم، ومن ذلك تصريحها بكفرهم وبسبب هذا الكفر، من مثل: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) (المائدة 72) (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ) (المائدة 73) (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) (المائدة 78).
إنّنا بحاجة إلى إدراك هذه المعاني وإلى الانطلاق منها في طريق استعادة هوية الأمة الإسلامية، وفي استعادة التمكين لها، ولا ريب أنّ شرط التمكين الأول هو عودة الأمة لما كانت عليه، وفي مقدمة ذلك الهوية الإسلامية والصبغة الربانية، والله المستعان.