
الحداثة والأصولية.. مَنْ سيأكل مَنْ؟
“حالة يُعاني منها المجتمع الأمريكيّ منذ نشأته، تعلو وتخبو ولكنّها لا تخمد، وهي النزاع بين الاتجاه العلمانيّ والاتجاه الديني البيوريتانيّ”-
“حالة يُعاني منها المجتمع الأمريكيّ منذ نشأته، تعلو وتخبو ولكنّها لا تخمد، وهي النزاع بين الاتجاه العلمانيّ والاتجاه الديني البيوريتانيّ”-
متى نصر الله؟ سؤالٌ يتردَّد على مرّ الأيام، يلاحق المسلمَ في الصحْوِ ويداهمه في المنام، سؤالٌ يقتحم القلوب بألوان الطيف؛
كم هي قاسيةٌ على النفس وقاصمةٌ للظهر هذه الأخبار التي ترد إلينا صباحَ مساءَ، عمّا يمارسه العدوّ الصهيونيّ مع أهل
بينما يتابع العالم الإسلاميّ أحداث العدوان الصهيونيّ على غزة بلهفة واهتمام، فتنبسط الأسارير تارة وتنقبض أخرى؛ يغفل الجميع – إلا
يتبنى الفكر الإلحادي المعاصر المفاهيم التالية: “نشأ الكون تلقائيًّا بأحداث عشوائية!. ظهرت الحياة ذاتيًّا من المادة بضربة حظ!. الفرق بين
ما قيمة الغلاء بجانب نعمة الأمن؟ ما قيمة الحرية بجانب نعمة الاستقرار؟ ما قيمة الكرامة بجانب نعمة السلامة؟ ما قيمة
أُفُولُ الحَضَارَةِ المُعَاصِرَةرؤية مستقبلية بأقلام غربية أفول الغرب.. موت الغرب.. انهيار الغرب: قضية تثار بأقلام شتّى. اختلفت في منطلقاتها وفي
فها نحن نشاهد راعِيَة الديمقراطية التي تُعَدُّ القوةَ الاقتصادية الأولى في العالم تَتَململ تحت وطأة تكاليف الديمقراطية، فتارةً تتوارى منها ريثما تُنْهِي مهمتها العاجلة في وأْدِ انتفاضة الجامعات ضدّ جريمتها التي ترتكبها بحقّ الإنسانية في غزّة، وتارةً أخرى تَصُمُّ آذانها وهي تمضي متجاهلةً واقعَها السياسي الذي حَصَرَ الخيارات في اثنين أحدُهما يهجم عليه الزهايمر مثلما تهجم ترسانته على المستضعفين، والثاني – بالكاد – يبذل محاولاتٍ للإقلاع من وضع (معاملة الأطفال)، وأخيرًا يصحو العالم على صوت رصاصةٍ طائشةٍ يدوي في الفضاء، يتبعه صورة (هليودية) للزعيم تقول للجماهير الهائجة المخمورة: دمي فداءٌ لكم! وكأنّنا في المنشية قبل ستين عامًا!
في كتابه الشهير (التغيير العالمي نحو بشرية أكثر إنسانية) قال (إيدموند. ج. بورن): “إن أعدادًا متزايدة من الأفراد المهتمين تعلو أصواتهم بقناعة جماعية مفادها أن العالم لا يحتاج سوى نظرة جديدة للمستقبل، تعتمد على نظام قيمي جديد”، هذه الصيحة التي تبدو -برغم ما فيها من إبهام- معبرة عن رغبة إنسانية عارمة في التغيير، سبقتها صيحة أكثر وضوحًا للمفكر الألماني المسلم مراد هوفمان، نصها: “يتوقع كثير من المراقبين بعيدي النظر أن يصبح الإسلام الديانة السائدة في القرن القادم… فليس الإسلام بديلًا من البدائل لنظام ما بعد التصنيع الغربي، بل هو البديل”، فهل ستتحقق النبوءات الكثيرة التي تبشر بتحول حضاري قادم يُسلّم الراية للأمة الإسلامية؟ وهل جاء “طوفان الأقصى” بترتيب رباني ليدق المسمار الأخير في نعش الحضارة المعاصرة؟ وهل ستكون الهجرة بقيمها ومعانيها ملهمة وباعثة نحو التغيير الكبير؟
لم أتفاجَأْ، لكنّني شعرت بالخذلان، لم أتفاجأ لأنّني دائمًا كنتُ منك على وجَل، ولم يتهيأ لقلبي يومًا أنْ يضع فيك ثقةً من نوع الثقة التي تُوضَع في الأئمة…