تركيا.. الدولة الحاضرة
كأنّها دَفقاتٌ من الماء العذب، انسابت إلى أفواهٍ أحرقها الظمأُ؛ فَرَوَتْها وأَطْفَأَتْ لهيبها،
كأنّها دَفقاتٌ من الماء العذب، انسابت إلى أفواهٍ أحرقها الظمأُ؛ فَرَوَتْها وأَطْفَأَتْ لهيبها،
ما الذي جَنَتْهُ الأجيالُ القادمة؛ حتى تُولَدَ مقيدةً بآسار الديون الشائنة؟! بل: ما الذي جَنَتْهُ الشعوب التي ظَلَّتْ على مدى عقود ترزح تحت أغلال الاستبداد والفساد؛ حتى يُكْتَبَ عليها أن تلقى رَبَّها بعد طولِ عناء وشقاء مثقلةً بالديون لصالح المترفين الأثرياء؟!
يقول أحد الفلاسفة ” عش كل يوم في حياتك وكأنه اليوم الأخير، فأحد الأيام سيكون كذلك “..لا أحد يعلم متى وأين وكيف سيموت، ولا أحد منّا يدري لعله أول الراحلين صباح الغد، فلماذا هذه الغفلة يا ترى؟ ما دمنا سنهرع إلى الله، وسنعتذر لمن أخطأنا في حقهم، وسنقضي وقتاً سعيداً مع مَن نحب، إن علمنا أن الغد هو آخر أيامنا، فلماذا لا نقوم بذلك من الآن ما دام من المحتمل أن يكون الأمر كذلك؟!
مصابٌ كبير وخطبٌ جَلَل حَلَّ بالأمة الإسلامية، زلزالٌ هائل ضرب جزءًا من قلب العالم الإسلاميّ، فخلَّف دمارًا مريعًا وموتًا ذريعًا،
إنّ هذه الزلازلَ وغيرَها من الكوارث الطبيعية تمضي وفق ناموس إلهيّ يحكم الكون، فإن أصابت من خلق الله من أصابت؛ فليسوا سواء، فأمّا الذين آمنوا وتقوا فهي لهم اصطفاء واجتباء، وأمّا العتاة الظالمون فهي عقوبة عاجلة قد تخفف من العقوبة الآجلة.
لا سبيل للخلاص من لكل ما تعانيه البشرية إلا بالعودة إلى كل ما هو فِطريّ، والنظامُ النقديّ الموافق للفطرة والمنسجمُ مع قوانين العدالة هو النظام المرتبط بالنقدين الفطريين: الذهب والفضة.
هذا القانون يَغُلُّ يد الشعب المصري المالك الأصلي لأموال الدولة وأصولها، ويهدر حق المواطنين والعمال ..
لم تخطئ الشعوب عندما ثارت على الأنظمة المجرمة، ولم يخطئ شباب الأمة عندما قاموا مطالبين بالحرية والكرامة..
أيّ مدنيين وأيّ أبرياء تقصدون؟ أهؤلاء الذين تمّ جَلْبُهم من أطراف المعمورة ليستوطنوا أرض الإسلام بحماية الجيش مدنيون أبرياء؟ أهؤلاء الذين اغتصبوا الديار وهَجَّروا منها أهلها مدنيون أبرياء؟ أيكون الغاصبون المحتلون المعتدون على الحرمات مدنيين أبرياء ويوصف أصحاب الحق المدافعون عن حقهم بالإرهاب والتطرف؟ !
نستطيع أن نقول ونحن على ثقة من قولنا: إنّ حاضر الإنسانية ومستقبلها في خطر عظيم؛ بسبب جرثومة التطرف هذه.