1- البدايات والنهايات:
هذه المراحل التي ذكرناها هي أقصى مدة يسلكها الداعية مع مَن يدعوه، ولكن لا يلزم أن يبدأ كل فرد بما ابتدَأت به؛ لأنه قد يوجد أفراد تجاوَزوا بعض هذه المراحل، ولا بد أن يَفهم الداعية حال ورُتبة مَن يدعوه؛ حتى يبدأ معه من المرحلة التي هو فيها، وكما أن البدايات متفاوتة، فكذلك النهايات أيضًا متفاوتة، فليس كل فرد من المدعوين يصل إلى المرحلة الأخيرة، فقد يقف عند المرحلة الثانية؛ لضَعْف عزيمته، وعدم قدرته على التخلُّص من رُفقاء السوء.
وقد يتوقَّف عند المرحلة الثالثة؛ لعدم فَهْمه وكثرة شُبهاته، وقد يتوقف عند الرابعة؛ لجُبنه أو غير ذلك، فإذا شعَر الداعية بتوقُّف مَن يدعوه، وصَعُب عليه التحريك، فلا ييْئَس من هذا الخير النسبي، وليَعمل على تثبيته عند هذا الوضع؛ حتى لا يتراجع.
2- اختلاف أزمنة المراحل من فرد لآخر:
فالأفراد ليسوا على وتيرة واحدة في سلوك هذه المراحل، فمثلاً قد يستغرق شخص زمنًا أقصر في المرحلة الثالثة منه في الرابعة، وقد يكون العكس، وذلك قد يكون سببه أن الأول غلَبت عليه شهواته ورُفقة السوء، والثاني غلَبت عليه شُبهاته وطول عهده بفكر مُنحرف.
3- قد تُضغَط هذه المراحل:
وينتقل الفرد المدعو في سرعة كبيرة إلى المراحل العليا، فلا ينبغي له أن يغترَّ بذلك، بل يُتابَع مدة كافية؛ حتى يُطْمَأَنَّ على ثباته.
4- انتهاء المراحل، أو انتهاء المدعو عند مرحلة منها:
وهذا ليس معناه انتهاء علاقة الداعية به، بل ينبغي له أن يُتابعه، ويُثبِّته دائمًا.
وفي النهاية نسأل الله أن ينفعَ بما سبَق، وأن يتقبَّله منا.