من مظاهر يسر الشريعة .. الانسجام التام بين تكوين الإنسان وشريعة الإسلام

الرحمن – تبارك وتعالى – هو الذي أنزل القرآن وهو الذي خلق الإنسان ﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْءَانَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ ﴾ [1] هذه الحقيقة الكبيرة نتيجتها الحتمية هي: الانسجام التام بين الشريعة وتكوين الإنسان. وَلِم لا وكلاهما من الرحمن.

الإسلام دين الرحمن والإنسان عبد الرحمن.

ولاسم الرحمن ولصفة الرحمة دور كبير في هذا الانسجام التام وذلك لأن هذا الانسجام التام له سببان رئيسيان:

الأول: هو وحده المصدر الذي جاء منه الإنان وجاءت منه الشريعة التي تحكمه وهو الله سبحانه وتعالى.

الثاني: رحمة الله تعالى التي اقتضت تحقيق هذا الانسجام لإسعاد الإنسان وجمع شمله وتوحيد طاقاته والأخذ بيده التخفيف والتيسير عليه.

والإسلام بهذا الانسجام التام، وهذا الاتفاق والاتساق مريح…

• مريح لأنه يحقق ذا الإنسان ويحقق الغاية من وجوده.

• ومريح لأنه يوقظ فطرته ويحرك ضميره وشعوره ويعرف طريقه إلى سويداء القلب وأعماق الروح وأغوار النفس.

• مريح لأنه يلبي حاجات الإنسان الفطرية ولا يصطدم بغرائزه الطبيعية ولا يكبت حاجاته الضرورية التي لابد منها.

• مريح لا يمزق الإنسان بين الأهواء المختلفة والمذاهب المتفرقة والأوضاع والاتجاهات الشاردة.

• مريح وهادئ وواثق وعميق. وهذا هو يسر الإسلام بلا تكلف.

وصور هذا الانسجام كثيرة ومتنوعة تتناول كل جوانب الإنسان وتتناول أيضًا كل ما يقابلها من معطيات الإسلام.

فهوة – أولاً – لا يصدم الفطرة ولا يثقل على العقل بمعميات في العقيدة والتصور – كالتي تراها في الأديان المحرفة والمذاهب المخرفة – وإنما عقيدته واضحة أتم الوضوح، بسيطة غاية البساطة. وهذا الوضوح وهذه البساطة هما سر الصدق والانسجام وأسُّ الكمال والجمال. عقيدة لا تنفر منها الفطرة، ولا يتململ منها العقل، ولا تعز على الادراك.

وإذا سلكنا منهج الاستقراء فسوف يعجزنا الاستقصاء، وإنما يكفينا في هذا المقام أن نسوق بعض الآيات القرآنية التي يتجلى فيها التصور الناصع والعقيدة الصافية.

فهذه آيات من كتاب الله في أبواب متفرقة وقضايا متنوعة يتجلى فيها النقاء والشمول والتوازن والواقعية والصدق والعمق.

فتدبر هذه الآيات، ونأمل كيف تصحح تصور الإنسان عن الله وأسمائه وصفاته، وعن سننه في الكون والحياة، وعن حكمته في الخلق والتدبير والتصريف، وعن الإنسان والغاية من وجوده، وعن مصير هذا الإنسان ومراحل رحلته، وعن الوجود وقيمه وموازينه، إلى غير ذلك من المسائل التي تاه فيها الفلاسفة وضل فيها الحكماء وزاغ عنها واضعوا النصوص المفتراة في الكتب المبدلة.

تأمل:

﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾[2].

﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [3].

﴿ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾ [4].

﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ [5].

﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [6].

﴿ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [7].

﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا ﴾ [8].

﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [9].

﴿ إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [10].

﴿ أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ﴾ [11].

﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ﴾ [12].

﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ [13].

﴿ يَأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [14].

﴿ لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ﴾ [15].

﴿ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ﴾ [16].

﴿ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [17].

﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ﴾ [18].

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا ﴾ [19].

﴿ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ﴾ [20].

﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ﴾ [21].

﴿ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ﴾ [22].

﴿ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ﴾ [23].

﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ﴾ [24].

﴿ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ [25].

﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾ [26].

﴿ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [27].

﴿ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ﴾ [28].

﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ ﴾ [29].

﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ﴾ [30].

﴿ قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ ﴾ [31].

﴿ قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ ﴾ [32].

﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ [33].

﴿ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ﴾ [34].

﴿ وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ ﴾ [35].

﴿ وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [36].

﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّايُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [37].

﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾ [38].

﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [39].

﴿ وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ﴾ [40].

﴿ وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ﴾ [41].

﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [42].

﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ﴾[43].

﴿ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [44].

﴿ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[45].

﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ ﴾ [46].

﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ﴾ [47].

﴿ مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ ﴾[48].

﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ﴾ [49].

﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ﴾ [50].

﴿ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا ﴾ [51].

﴿ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ﴾ [52].

﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾[53].

﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ﴾ [54].

﴿ قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلاأَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى ﴾ [55].

﴿ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ﴾ [56].

﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [57].

﴿ رُسُلا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ﴾ [58].

﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا ﴾ [59].

﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا ﴾ [60].

﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ [61].

﴿ يَأَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ ﴾ [62].

﴿ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾.

﴿ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ﴾ [63].

﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾[64].

﴿ فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ﴾[65].

﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ *وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾[66].

فما أنقى هذه العقيدة أو ما أصفى هذا التصور وما أرشد ارتياح الفطرة إليه، واستقرار العقل والقلب عليه!

وأين من هذا الحق الواضح المميز خرافات وأوهام وأساطير تحوم وتحلق في سماء الجاهليات قديمًا وحديثًا.

وأين منه من يقولون المسيح ابن الله وأن الله تجسد في المسيح؟

وأين منه من يقولون أن يسوع الإله صُلب ليمحو خطايا البشر وأين منه من يستغفلون الناس بخرافات العشاء الرباني وصكوك الغفران؟!!

وأين منه من يصفون الله بصفات المخلوقات.

وأين منه من يقولون الطبيعة تخلق لا حد لقدرتها على الخلق فيعطونها قدرة وإبداع رب الأرض والسموات؟

• وأين منه من يجعلون الإنسان كالحيوان أو متطور عن الحيوان؟

• وأين منه من يخرون سجدًا لأصنام أو أبقار أو أنهار.

• وأين منه من ينبشون آثار الفراعة المشركين وعباداتهم وآلهتهم؟!!

• وأين منهم من يزعمون أنهم شعب الله المختار والناس حميرهم؟!!

• خرافات وسخاقات وسماجات وأوهام وشطط وشرود وضياع. الويل كل الويل للروح وللقلب وللفطرة وللعقل في ظل هذا الركام وهذا الحطام.

•ما أجمل الإسلام! دين الفطرة وكفى.

﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ﴾ [67]

هذه هي أولى صور الانسجام التام بإيجاز شديد.

ثانيًا: وكما أن الإسلام لا يصدم التكوين الغريزي للإنسان، ولا يكبت الحاجات والغرائز والمشاعر.

وإنما على العكس يلبيها وينميها ويهذبها ويشذبها ويرفعها ويزكيها بما يتناسب مع قدر هذا الإنسان وتكريمه وتفضيله.

فمن حاجات الإنسان الغرائزية الطعام والشراب والزينة وأيضًا من حاجاته ودوافعه الغريزية الرغبة الجنسية.

فهل وقف الإسلام أمام هذ الحاجات الطبيعية وكبتها وحرمها تحريمًا باتًا ومنعها على الناس وحبسهم عنها؟

كلا….

وما كان الإسلام ليجنح عن الصواب والقصد في شيء من ذلك وهو دين الله الذي خلق الإنسان ووضع فيه هذه الدوافع والغرائز.

فما موقف الإسلام إذن؟

القرآن يقرر ابتداء أن مافي الأرض مسخر للإنسان.

﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ﴾ [68].

﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ ﴾ [69].

﴿ يَأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالا ﴾ [70].

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ﴾ [71].

ثم يضع هذا الأصل ﴿ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ ﴾ [الأعراف: 157] فالطيبات حلال مباح.

﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ﴾ [72].

﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا ﴾ [73].

﴿ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ ﴾ [74].

﴿ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ ﴾ [75].

ثم يضبط هذا الأصل ﴿ ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ﴾ [76].

فيحل الطيب من المآكل والمشارب والناكح وغيرها. وأخيرًا يهذب الأسلوب ليرتقي الإنسان في أدائه للوظائف الحيوية وفي تلبيته للحاجات الغريزية – التي يشاركه فيها الحيوان – إلى أفق أعلى وأسمى يتناسب مع التكريم الذي يحظى به هذا الإنسان:

• والكلام في هذا الأمر واسع وله مواضعه. أما هذا الموضع فموضع إيجاز فيكفينا هذا التلميح السريع.

المهم أن نعلم أن هذا الانسجام هو اليسر كل اليسر ولولاه لكان العسر الذي لا يطاق.

[1] الرحمن

[2] الاخلاص 1-3

[3] الشورى 11

[4] مريم 65

[5] الحشر 22

[6] الحشر 23

[7] الحشر 24

[8] الإسراء 70

[9] الذاريات 56-58

[10] الانسان 2

[11] القايمة 36

[12] المؤمنون 115

[13] البقرة 30

[14] فاطر15

[15] الناسء 172

[16] مريم 93

[17] النحل 40

[18] ق 38

[19] فاطر 41

[20] السجدة 5

[21] يونس 31

[22] النمل 59

[23] ال عمران 79

[24] المدثر 38

[25] فاطر 18

[26] القلم 35+36

[27] الحجرات 13

[28] الشورى 12

[29] يوسف 40

[30] الشورى 10

[31] النمل 65

[32] الأعراف 188

[33] ال عمران 128

[34] البقرة 255

[35] الانبياء 29

[36] الأرعاف 180

[37] الحشر 22-24

[38]الكهف 29

[39]التكوير 29

[40] الكهف 23-24

[41] الكهف 39

[42] الإسراء 23

[43] لقمان 15

[44] البقرة 255

[45] المائدة 98

[46] الحجر 49-50

[47] البقرة 186

[48] المائدة 99

[49] ال عمران 144

[50] الزمر 30،31

[51] السجدة 16

[52] الأنبياء 90

[53] النور 35

[54] النحل 44

[55] الأنعام 50

[56] الحاقة 44-46

[57] الأنبياء 107

[58] النساء 165

[59] الإسار ء15

[60] السناء 40

[61] التين 4-6

[62] الانشقاق 6

[63] يس 60،61

[64] السناء 80

[65] النساء 65

[66] الزلزلة 7،8

[67] الروم 30

[68] االبقرة 29

[69] الجاثية 13

[70] البقرة 168

[71] الروم 21

[72] الأعراف 32

[73] الأعراف 31

[74] النساء 3

[75] البقرة 223

[76] الأعراف 157